:: رضـــــاهــــمـــــا جـــــنـــــة (بر الوالدين) ::
الشمسُ تحرِقُ رأسَهُ الحاسِر .!
يحرثُ الأرض بنشاطٍ لا يقطعه كسل ،
يبتسِمُ - فوق ذلك - لألف صاحِبٍ حوله ، غير مُبالٍ بالألم الذي يصيبه ..
يسألُهُ أحدهم عن السبب الذي يدفعُهُ أن يفعل ما يفعل ،
لماذا يحرثُ الأرض كل يوم .؟
فيبتسمُ بِغبطة ،
يقول أن هذه الأرض ستؤتي أُكُلَها قريبًا ، و سينسى ما فات من تعبه ..
ذات صباحٍ حارق ،
وضع المزارع بذوره في تربة الأرض برفقٍ شديد ،
كان يخافُ عليها من صروفِ الزمان ، يخاف أن تنالها الرِّيحُ بشدَّتها فتُهلكها ,
وضعها برفق ،
غطَّى نحول جسدها بتربة رقيقةٍ دافئة ،
حرص ألا تَخدِش رقَّتها أو تُعَذِّبَها ..
كان يمرُّ عليها كل يوم ،
يسقي تربتها بماءٍ يروي ظمأها إن ظمئت ،
و يُبرِّد الجوَّ حولها إن سخنت ..
ثُمَّ يبتسِمُ لصورةِ الشجرة التي ستنمو منها قريبًا ..
و مرَّت الأيامُ و الحالُ هو الحال ،
و البذرة الصَّغيرة ، أضحت نبتة قصيرة ..
حتى مرَّت أعوامٌ بعدها أو تزيد ،
و بذرتُنا الصَّغيرةُ غدت شجرة طويلة
ظلالُها من حولها عظيمة ،
و ثِمارُها طَيِّبةٌ لذيذة ..
كُنتُ أتساءلُ فقط ،
و أنا أمرُّ منها كُلَّ يومٍ
هل ثمَّة من يستحِقُّ ظلَّها أو ثمرها أكثر ممن زرعها .؟
هل ثمة من يستحقُّ ذلك أكثر ممن أفنى في ريِّها و سُقياها لياليَ طوالا .؟
هل ثمَّة من يستحِقُّها أوَّل الأمر أو آخره ،
كثيرَ ما تُنبِتُ أو قليله ،
طويلَ ظِلِّها أو قَصِيرَه
عظيمَ جذعها أو صَغِيرَه
هل يستحِقُّها أحدٌ سواه ؟
ليس أكثرهم ، قطعًا ..
إنه الوحيدُ الذي يستحق ذلك كله ..
الوحيد .!
كـــانت تلك مقدمـــة برنامج ( رضاهما جنــهـ ) الذي سأعرض أفكارهـ هنا
لعل هناك من يريد الاستفادة منها وتطبيقها لينفع بها ..